مخادعة الحرم- استهتار بالنظام وإساءة لروحانية العمرة
المؤلف: خالد السليمان09.30.2025

شاهدت تسجيلاً مصوراً لشخص يحمل جنسية عربية في رحاب مكة المكرمة، يزهو ويتفاخر بأسلوبه الماكر في تضليل رجال الأمن بهدف الدخول إلى ساحة الحرم الشريف مرتدياً لباس الإحرام، على الرغم من كونه لم يكن قاصداً أداء مناسك العمرة. لقد توهم هذا الشخص المخدوع بأنه سينال أجراً عظيماً جراء هذا التلاعب، وغاب عنه أن هذا الفعل يشكل في حقيقته إثماً عظيماً، نظراً لمخالفته الصريحة للقواعد والأنظمة التي وضعت خصيصاً بهدف تخفيف الازدحام الشديد وتيسير الأمور على جموع المعتمرين الأجلاء، بالإضافة إلى الحفاظ على سلامتهم وصون أرواحهم!
إن هذا الشخص الذي يجاهر بمخالفته ولا يكترث، لا يختلف إطلاقاً عن ذلك الذي يعلن المعصية على الملأ دون خجل أو وجل، ويستحق عقاباً رادعاً يمنعه منعاً باتاً من تكرار هذا الفعل المشين، وليكون عبرة قاسية لأمثاله من المتذاكين والمخادعين والمنافقين والكاذبين. فالإجراءات الدقيقة والمنظمة التي تم وضعها لتنظيم دخول المعتمرين والزائرين إلى الحرم الشريف، إنما وضعت من أجل الصالح العام، ومن أجل حماية الأرواح وتأمينها، ولتسهيل وتيسير أداء مناسك العمرة على المعتمرين الكرام، خاصة مع الازدحام المتزايد والخانق الذي نشهده في هذه الأيام الرمضانية المباركة في الحرمين الشريفين!
يروي لي ابني، الذي عاد لتوه من أداء مناسك العمرة، عن سلوكيات وتصرفات عجيبة وغريبة من بعض المعتمرين والزائرين، لا تتناسب إطلاقاً مع الحالة الإيمانية الرفيعة التي يفترض أن تسود وتعم هذا المكان الطاهر والمقدس، ولا مع روح التعبد الخاشع والطاعة الكاملة والبحث عن الأجر الجزيل والثواب العظيم. ومن هذه التصرفات المؤسفة: تعمد دفع الآخرين بعنف، ومعاكسة وتجاهل إرشادات وتوجيهات المنظمين المكلفين بتسيير الدخول والخروج عند البوابات ومسارات المشي المخصصة، والإصرار المتعمد على الصلاة في أماكن الحركة المزدحمة والضيقة، وتعريض حياتهم وحياة الآخرين لخطر السقوط والإصابات وسط التدافع والزحام الشديدين. كما انتشرت مؤخراً مقاطع فيديو مروعة ومفزعة لسلوكيات صادمة ومستهجنة لبعض المعتمرين والزائرين وأطفالهم، لا يمكن تصديقها أو استيعابها، وهي بكل تأكيد لا تليق بحرمة وقدسية المكان ولا بمكانته العظيمة في نفوس المسلمين. بينما كان التهافت الشنيع والمنظر البشع على انتزاع ما في أيدي موزعي الصدقات والأطعمة والأشربة يشي وكأنهم في مجاعة حقيقية أو في مشهد مروع من مشاهد أفلام نهاية العالم الفوضوية، ولا يعكس أبداً صفة الإنسان المسلم المتواضع، المتعفف، المؤثر لإخوانه المحتاجين على نفسه!
إن مثل هذه الصور المشوهة والمنفرة لا تعكس إطلاقاً الصورة الحقيقية المشرقة التي يرسمها الإسلام للمسلمين، ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن الشخصية الإسلامية السوية التي نود أن يراها العالم أجمع، وربما قد آن الأوان لإعادة النظر بشكل جدي في تقدير الأعداد الهائلة للمعتمرين والزائرين وخفضها إلى حد معقول، حتى تحقق العمرة أهدافها السامية من اليسر والسهولة والراحة التامة وتحقيق الحالة الإيمانية المنشودة والخشوع المطلوب، بدلاً من أن تتحول إلى ما يشبه حالة قتالية شرسة من التدافع والتزاحم الخانق، تحرم المعتمر المسكين من الإحساس بجمالية وروحانية التعبد الخالص!
كما أن العودة إلى النظام السابق، المتمثل في وقف إصدار تأشيرات العمرة لمدة محددة عقب نهاية موسم الحج المبارك، قد يكون ضرورياً وملحاً لمنح الجهات الحكومية والخاصة المرتبطة بأعمال قطاع الحج والعمرة فرصة لالتقاط الأنفاس وتجديد الطاقات، والقيام بأعمال الصيانة والتطوير اللازمة.
إن هذا الشخص الذي يجاهر بمخالفته ولا يكترث، لا يختلف إطلاقاً عن ذلك الذي يعلن المعصية على الملأ دون خجل أو وجل، ويستحق عقاباً رادعاً يمنعه منعاً باتاً من تكرار هذا الفعل المشين، وليكون عبرة قاسية لأمثاله من المتذاكين والمخادعين والمنافقين والكاذبين. فالإجراءات الدقيقة والمنظمة التي تم وضعها لتنظيم دخول المعتمرين والزائرين إلى الحرم الشريف، إنما وضعت من أجل الصالح العام، ومن أجل حماية الأرواح وتأمينها، ولتسهيل وتيسير أداء مناسك العمرة على المعتمرين الكرام، خاصة مع الازدحام المتزايد والخانق الذي نشهده في هذه الأيام الرمضانية المباركة في الحرمين الشريفين!
يروي لي ابني، الذي عاد لتوه من أداء مناسك العمرة، عن سلوكيات وتصرفات عجيبة وغريبة من بعض المعتمرين والزائرين، لا تتناسب إطلاقاً مع الحالة الإيمانية الرفيعة التي يفترض أن تسود وتعم هذا المكان الطاهر والمقدس، ولا مع روح التعبد الخاشع والطاعة الكاملة والبحث عن الأجر الجزيل والثواب العظيم. ومن هذه التصرفات المؤسفة: تعمد دفع الآخرين بعنف، ومعاكسة وتجاهل إرشادات وتوجيهات المنظمين المكلفين بتسيير الدخول والخروج عند البوابات ومسارات المشي المخصصة، والإصرار المتعمد على الصلاة في أماكن الحركة المزدحمة والضيقة، وتعريض حياتهم وحياة الآخرين لخطر السقوط والإصابات وسط التدافع والزحام الشديدين. كما انتشرت مؤخراً مقاطع فيديو مروعة ومفزعة لسلوكيات صادمة ومستهجنة لبعض المعتمرين والزائرين وأطفالهم، لا يمكن تصديقها أو استيعابها، وهي بكل تأكيد لا تليق بحرمة وقدسية المكان ولا بمكانته العظيمة في نفوس المسلمين. بينما كان التهافت الشنيع والمنظر البشع على انتزاع ما في أيدي موزعي الصدقات والأطعمة والأشربة يشي وكأنهم في مجاعة حقيقية أو في مشهد مروع من مشاهد أفلام نهاية العالم الفوضوية، ولا يعكس أبداً صفة الإنسان المسلم المتواضع، المتعفف، المؤثر لإخوانه المحتاجين على نفسه!
إن مثل هذه الصور المشوهة والمنفرة لا تعكس إطلاقاً الصورة الحقيقية المشرقة التي يرسمها الإسلام للمسلمين، ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن الشخصية الإسلامية السوية التي نود أن يراها العالم أجمع، وربما قد آن الأوان لإعادة النظر بشكل جدي في تقدير الأعداد الهائلة للمعتمرين والزائرين وخفضها إلى حد معقول، حتى تحقق العمرة أهدافها السامية من اليسر والسهولة والراحة التامة وتحقيق الحالة الإيمانية المنشودة والخشوع المطلوب، بدلاً من أن تتحول إلى ما يشبه حالة قتالية شرسة من التدافع والتزاحم الخانق، تحرم المعتمر المسكين من الإحساس بجمالية وروحانية التعبد الخالص!
كما أن العودة إلى النظام السابق، المتمثل في وقف إصدار تأشيرات العمرة لمدة محددة عقب نهاية موسم الحج المبارك، قد يكون ضرورياً وملحاً لمنح الجهات الحكومية والخاصة المرتبطة بأعمال قطاع الحج والعمرة فرصة لالتقاط الأنفاس وتجديد الطاقات، والقيام بأعمال الصيانة والتطوير اللازمة.